فصل: موعظة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.موعظة:

خَطَبَ أَحَدُ الصَّالِحِينَ فَقَالَ: أَيُّهَا اللاهِي المَغْرُورِ بِنَفْسِهِ كَأَنِي بِكَ وَقَدْ أَتَاكَ رَسُولُ رَبِّكَ لا يَقْرَعُ لَكَ بَابًا وَلا يَهَابُ صَحَابًا وَلا يَقْبَلُ مِنْكَ بَدِيلاً وَلا يَأْخُذُ مِنْكَ كَفِيلاً وَلا يَرْحَمُ لَكَ صَغِيرًا وَلا يُوَقِّرُ فِيكَ كَبِيرًا حَتَّى يُؤَدِّيكَ إِلَى قَبْرٍ مُظْلِمَةٍ أَرْجَاؤُهُ كَفِعْلِهِ بِالأُمَمِ الخَالِيَةْ وَالقُرُونِ المَاضِيَةِ.
أَيْنَ مَنْ سَعَى وَاجْتَهَدَ وَجَمَعَ وَعَدَّدَ وَبَنَى وَشَيَّدَ، وَزَخْرَفَ وَنجَّدَ، وبالقليل لَمْ يَقْنَعْ، وَبالكثير لَمْ يُمَتَّعْ.
أَيْنَ مَنْ شَيَّدَ القُصُورَ، وَنَسَى القُبُورَ، أَيْنَ مَنْ قَادَ الجُنُودَ ونشر البُنُودَ، أَضْحُوا رُفَاتًا تَحْتَ أَطْبَاقَ الثَّرى وَأَنْتُم عن قَرِيبٍ بكأسهِمِ شَارِبُون ولِسَبِيلِهم سَالِكُونَ.
يُحَوَّلُ عَن قَريبٍ مِن قُصورٍ ** مُزَخرَفَةٍ إِلى بَيتِ التُرابِ

فَيُسْلَمَ فيهِ مَهجوراً فَريداً ** أَحاطَ بِهِ شُحوبُ الاِغتِرابِ

وَهَولُ الحَشرِ أَفظَعُ كُلِّ أَمرٍ ** إِذا دُعِيَ اِبنُ آدَمَ لِلحِسابِ

وَأَلفى كُلَّ صالِحَةٍ أَتاها ** وَسَيِّئَةٍ جَناها في الكِتابِ

لَقَد آنَ التَزَوُّدُ إِن عَقِلنا ** وَأَخذُ الحَظِّ مِن باقي الشَباب

آخر:
قَدْ نَادَتِ الدُّنْيَا عَلَى نَفْسِهَا ** لَوْ كانَ في العَالَمِ مَنْ يَسْمَعُ

كَمْ وَاثِقٍ بالعُمْرِ أَفْنَيْتُهُ ** وَجَامِعٍ بَدَّدْتُ مَا يَجْمَعُ

آخر:
وَالعُمْرُ أَنْفَسُ مَا الإِنْسَان مُنْفِقُهُ ** فَاجْعَلْهُ فِي طَاعَةِ الرَّحْمِنِ مَصْرُوفَا

قال ابن الجوزي رحمه الله:
ينبغي للإنسان أن يعرف شرفَ زمانِهِ، وقدر وَقتهِ، فلا يضيع منه لحظةً في غير قربه.
ويُقَدّمُ الأفضلَ فالأفضلَ مِن القول والعمل. ولتكن نيتُهُ في الخير قائمةً مِن غير فُتور.
وقد كان جماعة من السلف يُبَادِرون اللحظات، فَنُقل عن عامر ابن عبد قيس: أَنَّ رَجُلاً قال له: كَلّمْنِي، فقال له: أَمْسِكِ الشمسَ.
ودخلوا على بعض السلف عند موتهِ، وهو يُصلي، فقيل له، فقال: الآن تُطوىَ صَحِيفَتِي. فإذا علم الإنسان أنه وإن بالغ في الجد بأن الموتَ يقطعه عن العمل، عَمِلَ في حَيَاتِهِ مَا يَدُومُ لَهُ أَجْرُهُ بَعدَ مَوتِهِ.
فإن كان له شيء في الدنيا، وقَّف وَقْفًا، وغرسَ غرسًا، وأجرى نهرًا، ويَسْعَى في تحصيل ذُريةٍ تذكر الله بعدهُ، فيكون لَهُ أَجر، أو أن يصنف كتابًا في العلم.
فإن تَصنيفُ العالم ولدُهُ المخلد وأن يكون عاملاً بالخير عالمًا فيه فينقلُ مِن فِعْلِهِ ما يقتدي به الغيرُ فذلك الذي لم يمتْ. واللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وِسَلَّمَ.
تَذَكَّر وَلا تَنْسَ المَعادَ وَلا تَكُن ** كَأَنَّكَ مُخْلىً لِلمَلاعِبِ مُمْرَجُ

وَلا تَنْسَ إِذْ أَنْتَ المُوَلْوَلُ حَوْلَهُ ** وَنَفْسُكَ مِنْ بَيْنِ الجَوانِحِ تَخْرُجُ

وَلا تَنْسَ إِذ أَنْتَ المُسَجَّى بِثَوبِهِ ** وَإِذ أَنتَ في كَربِ السِّيَاقِ تُحَشْرجُ

وَلا تَنْسَ إِذْ أَنْتَ المُعَزَّى قَرِيبُه ** وَإِذْ أَنْتَ في بَيْضٍ مِنَ الرَّيْطِ مُدْرَجُ

وَلا تَنْسَ إِذْ يَهْدِيكَ قَوْمٌ إِلَى الثَّرَى ** إِذَا مَا هَدَوْكَاهُ انْثَنَوْا لَمْ يُعَرِّجُوا

وَلا تَنْسَ إِذْ قَبْرٌ وَإِذْ مِنْ تُرَابِهِ ** عَلَيكَ بِهِ رَدْمٌ وَلِبْنٌ مُشَرَّجُ

وَلا تَنْسَ إِذْ تُكْسَى غَدًا مِنْهُ وَحْشَةً ** مَجَالِسُ فيهِنَّ العَناكِبُ تَنْسِجُ

وَلا بُدَّ مِنْ بَيْتِ انْقِطَاعٍ وَوَحْدَةٍ ** وَإِنْ سَرَّكَ البَيْتُ العَتِيقُ المُدَبَّجُ

أَلا رُبَّ ذي طِمْرٍ غَدًا في كَرَامَةٍ ** وَمَلكٍ بِتِيجَانِ الهَوانِ مُتَوَّجُ

لَعَمْرُكَ مَا الدُّنْيَا بِدارِ إِقامَةٍ ** وَإِنْ زَخْرَفَ الغَاوُونَ فِيهَا وَزَبْرَجُوا

اللَّهُمَّ طَيِّبْنَا لِلَقَائِكْ، وَأَهِّلْنَا لَوَلائِكَ وَأَدْخِلْنَا مَعَ المَرْحُومِينَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ، وَتَوفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنِا بِالصَّالِحِينَ.
اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، وَتِلاوَةِ كِتَابك، واجْعَلْنَا مِنْ حِزْبِكَ المُفْلِحِينَ، وَأَيِّدْنَا بِجُنْدِكِ المَنْصُورِينِ، وَارْزُقْنَا مُرَافَقَةَ الذينَ أَنْعَمْتَ عليهم من النبيينَ والصِّدِيقين والشهداء والصَّالحين.
اللَّهُمَّ يَا فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، يا مُنْشِئَ الأَجْسَادِ بَعْدَ البَلَى يَا مُؤْوي المُنْقَطِعِينَ إِلَيْهِ، يَا كَافِي المُتَوكِّلِينَ عَليه، انْقطَعَ الرِّجَاءُ إِلا مِنْكَ، وَخَابَتِ الظُّنُونُ إلا فِيكَ، وَضَعُفَ الاعْتِمَادُ إلا عَلَيْكَ، نَسْأَلُكُ أَنْ تُمْطِرَ مَحْلَ قُلُوبِنَا مِنْ سَحَائِبَ بِرَّكَ وَإِحْسَانِكَ وَأَنْ توفقنا لِمُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِم مَغْفِرَتِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كريم رَؤوفٌ رَحِيم. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

.فصل في ذكر بعض الأدعية الواردة وأدلتها:

عباد الله اغتنموا هذه الأوقات الشريفة وأكثروا فيها من الدعاء فإن الدعاء له أثر عظيم وموقع جسيم.
وهو مخ العبادة ولاسيما إذا كان بقلب حاضر وصادفا إخباتًا وخشوعًا وانكسارًا وتضرعًا ورقة وخشية واستقبل القبلة حال دعائه وكان على طهارة.
وجدد توبة وأكثر من الاستغفار وبدأ بحمد الله وتنزيهه وتمجيده وتقديسه والثناء عليه وشكره ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك.
ودعا بدعاء مشروع باسم من أسماء الله الحسنى مناسب لمطلوبه.
فإن كان يريد علمًا قال: يا عليم علمني.
وإن كان يطلب رحمة قال: يا رحمن ارحمني.
وإن كان يطلب رزقًا قال: يا رزاق ارزقني ونحو ذلك.
ولم يمنع من الدعاء مانع كأكل الحرام وقطيعة رحم وعقوق ونحو ذلك.
وتحرَّى أوقات الإجابة وأتى بأسبابها وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره والانتهاء عن ما نهى عنه.
فالله أصدق القائلين وأوفى الواعدين قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
وقال عز من قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.
وقال جل وعلا: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}.
وقال تبارك وتعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}.
وقال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ}.
وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}.
ومن أوقات إجابة الدعاء إذا اجتمعت الشروط وانتفت الموانع ثلث الليل الأخير.
ويوم الجمعة عند صعود الإمام المنبر أو في آخر ساعة من يومها وعند الآذان.
وبين الآذان والإقامة.
وعند نزول الغيث.
وعند فطر الصائم.
وعشية عرفة.
وفي حالة السجود.
وفي ليلة القدر.
وفي أدبار الصلوات.
وفي أدبار النوافل.
وعند ختم القرآن.
وعند البكاء والخشية من الله.
وفي جَوْفِ الليل.
وعِنْدَ دعاءِ المُسْلم لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ.
وَبَعْدَ زَوَالَ الشَّمسِ عَن كَبِدِ السَّمَاءِ.
قال بعضهم:
قالوا شرُوطُ الدُّعاءِ المُسْتَجَابِ لَنَا ** عَشْرٌ بِهَا بَشِّرِ الدَّاعِي بِأَفْلاحِ

طَهَارَةٌ وَصَلاةٌ مَعْهُمَا نَدَمٌ ** وَقْتٌ خُشُوعٌ وَحُسْنُ الظَّنِ يَا صَاحِ

وَحِلُّ قُوتٍ وَلا يُدْعَى بِمَعْصِيَةٍ ** وَاسْمٌ يُنَاسِبُ مَقْرُونٌ بألْحَاح

وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
فصل:
عَنْ ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ثلثِ الليلِ الأخِير: «إِنَّها ساعةٌ مَشْهُودَةُ وَالدُّعَاءُ فيها مُسْتَجَاب». أخرجه الحاكمِ، والترمذي.
وعن ابن عمر قال: نادى رَجُلٌ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الليلِ أَجْوَب دعوةً. قال: «جَوْف الليلِ الأخِيرِ». أخرجه البزار، والطبراني بسند صحيح.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يومَ الجمعةِ.
فقال: «فيه ساعةٌ لا يُوافِقُهَا عبد مسلمٌ وهو قَائِمُ يُصَلِّي يَسْألُ الله شَيْئًا إلا أعطَاهُ». أخرجه الشيخان.
وعن عثمان بن أبي العاص الثَّقَفِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تُفْتَحُ أبوابُ السماء نصِفَ الليل فينادي مُنَادٍ: هَلْ مِنْ دَاع فَيُسْتَجَابَ له، هَلْ مِنْ سائل فَيُعْطَى، هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجَ عَنْهُ، فَلا يَبْقَى مُسْلم فَيَدْعُو بِدَعْوَة إلا اسْتَجَابَ لَهُ إلا زَانِيَةً تَسْعَى بفرجها أو عَشَّارًا». أخرجه الطبراني بسند صحيح.
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثُ ساعات لِلْعَبْدِ الْمُسْلِمِ ما دَعَا فيهن إلا اسْتُجِيبَ لَهُ ما لم يَسْأَلْ قَطِيعَةَ رَحمِ أَوْ مَأْثمًا».
وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَقُول: «دَعْوَةُ الْمُسْلِمِ لأخِيهِ بِظهر الغَيْبَ مُسْتَجَابَةٌ عِند رَأَسِهِ مَلَكُ مُوكَلٌ كُلَما دَعَى لأخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الملكُ الْمُوكلُ به: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْل». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
حِينَ يَؤَذَّنُ لِلصَّلاة حتى يسكت وحينَ يَلْتَقِي الصَّفَان حتى يحكم اللهُ بينهما وحينَ يَنزلُ المطرُ حتى يسكن. أخرجه أبو نُعَيْم في الحلية.
وعن سهل بن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مالت الشمس عن كبد السماء قَدْرَ شِرَاكٍ قامَ فَصَلَّى أربعَ ركعات قلتُ: يا رسول الله ما هذه الصلاة.
قال: «مَن صَلاهُنَّ فقد أحْيَا لَيْلَتَه هذه ساعة تُفْتَح فيها أبوابُ السَّمَاءِ وَيُسْتَجَابُ فِيهَا الدعاء». أخرجه أبو نعيم في الحلية.
وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا فاءَتِ الأفْيَاءُ وَهَبَّتِ الأَرواحُ فارْفَعُوا إلى الله حَوَائِجَكُم فَإِنَّها سَاعَةُ الأَوَّابِينَ». أخرجه أبو نعيم في الحلية.
وعن عطاء قال: ثلاثُ خِلالٍ تُفْتَحُ عِندهُنَّ أَبْوابُ السَّماء فَتَحَرَّوْا الدُّعاءَ عندهن: عند الأذانِ، وعند نُزُولِ الغَيث، وعندَ التقاءِ الزَّحْفَين. أخرجه سعيد بن منصور.
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ عند فِطْرِهِ دعوةٌ مُسْتَجَابَة». أخرجه النسائي.
وعن أبي هريرة عن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثٌ حَقٌّ على الله أن لا يَرُدُّ لهم دعوة الصائم حتى يُفْطِر، والمظلومُ حتى يَنْتَصِر، والمسافر حتى يرجع». أخرجه البزار.
وعن عبد المطلب بن عبد الله بن حَنْطَت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مِن أفضل الدعاء الدعَاء يوم عرفة». أخرجه سعيد بن منصور في سننه.
وعن جابر قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إن في الليل لساعة لا يوافقها رَجُلٌ مسلم يسأل الله خَيْرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إِيَّاهُ وذلك كُلَّ لَيْلَةٍ». أخرجه مسلم.
وعن سهل بن سعد مرفوعًا قال: «سَاعَتَانِ تُفْتَح لَهُمَا أبوابُ السماء وقَلَّ دَاعٍ تُردُّ دَعْوته: حين يحضر النداء، والصف في سبيل الله». أخرجه البخاري في الأدب.
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اثْنَتَانِ لا تُرَدَّان: الدعاء عند النداء، وحينَ البأس حينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُم بَعْضًا». أي يَنْشَب بَعْضُهم بِبَعْضٍ في الحَرْب. أخرجه الحاكم في المستدرك.
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدُّعَاءُ مُسْتَجَابٌ مَا بَيْنَ النِّدَاءِ وَالإِقَامَةِ». أخرجه أبو داود، والترمذي، والحاكم.
وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نَادَى المنادى فُتَّحَتِ أبواب السماء واسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ فَمَنْ نَزَلَ بِهِ كَرْبٌ أَوْ شدةٌ فَلْيَتَحَرَّ الْمُنَادِي فَيُجِيبُه. ثم يقول: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ الصاَّدقةِ المستجابة المستجاب لها دعوة الحق وكلمة التقوى أحْينَا وأمِتْنَا عليها واجْعَلْنَا مِنْ خِيَار أهلها أحياءً وأمواتا ثم يسأل الله حاجَتهَ». أخرجه الحاكم.
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ عند فِطْهرهِ دعوةٌ مستجابة». أخرجه النسائي.
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني نُهِيتُ أن أقرأَ القرآن رَاكعًا وسَاجِدًا، فأما الركوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الربَّ وأما السجودُ فاجْتَهدُوا فِيهِ مِن الدعاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لكم». أخرجه مسلم.
وعن عبادة بن الصَّامِتِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا وَحَضَر رَمَضَانُ: «أتاكم شهرُ بَركَةٍ فِيهِ تَنزلُ الرحمةُ وَتُحَطُ الْخَطَايَا وَيُسْتَجَابُ الدُّعَاء».
وأخرج في الأوسط عن عمرَ بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذَاكرُ الله في رمضان مغفورٌ لَهُ، وسَائلُ الله فيه لا يَخِيب». أخرجه الطبراني.
ورُوِي أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء.
ورُوِي مَن صلى فريضة فله دعوة مستجابة.
ومَن ختم القرآن فله دعوة مُستجابة.
وعن رَبِيعَة بن وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثُ مواطن لا تُرَدُّ فيها دعوةُ عَبد، رجلٌ يكون في بَرِيَّةٍ حَيْثُ لا يراه إلا اللهُ. ورجلٌ يكون معه فِئَةٌ فيفر عنه أصحابهُ فَيَثْبُتُ. ورجلٌ يَقُومُ مِن آخر الليل». أخرجه أبو نعيم في أخبار الصحابة.
وعن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا فُتِحَ على العبد الدُّعَاءُ فَلْيَدْعُ رَبَّهُ فإن الله تعالى يستجيب». أخرجه الترمذي.
وعن خالد الحذَّاء قال: كان عيسى عليه السلام يقول: إذا وجدتم قَشْعَرِيرَةً ودمعة فادعوا عند ذلك. أخرجه أحمد في الزهد.
ورُوِي: اغْتَنِمُوا الدعاء عند الرِّقَّةِ فَإِنَّها رَحْمَة.
ورُوِي: الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب.
ورُوِي: عند أذَان المؤذن يستجاب الدعاء، فإذا كان الإقامة لا ترد دعوته.
وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له إلى الله حاجة فليدع بها دُبُرَ صلاة مفروضة». أخرجه بن عساكر.
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مع كل ختمة دعوة مستجابة».
وأخرجه من وجه آخر بلفظ آخر: «عند ختم القرآن دعوة مستجابة وشجرة في الجنة». أخرجه البيهقي في شعيب الإيمان.
فعليكُم عِبَادَ اللهِ بالاجتهادِ بالدعاءِ، وَعَلَيْكُمْ بِجَوامِعِ الدُّعَاءِ التي تَجْمَعُ خيرَ الدُّنْيَا وَالآخرةِ، وفي الصحيحين: كان أَكْثَرُ دُعَاءِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ آتِنَا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».
ومِن دعائهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سَافَرَ: أنه كانَ يَتَعَوَّذُ مِن وَعْثَاءِ السَّفرِ وكآبةِ الْمَنْظَرِ، والحَورِ بَعْدَ الكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسَوءِ الْمَنْظَرِ في الأَهْلِ وَالْمَالِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ومِن مَا وَرَدَ عن أبي بكرةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعَوَاتِ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفةَ عَيْنٍ وأصلِحْ لي شَأْنِي كُلَّهُ لا إلهَ إِلا أَنْتَ». رواه أبو داود. وعن أبي سَعِيد الخُدَري قال: قال رَجُلٌ لَزِمَتْنِي هُمُومٌ وَدُيُونٌ يا رسولَ اللهِ، قَالَ: «أَفَلا أُعَلِّمُكَ كَلامًا إِذَا قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللهُ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دِينَكَ». قَالَ: قُلْتُ بَلَى، قَالَ: «قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِن البُخْلِ والْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ». قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي. رواه أبو داود.
وَمِنْ دُعَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى والعَفَافَ وَالغِنَى، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفَجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَلْمٍ لا يَنْفَعْ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعْ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعْ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَها».
وقالت أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ».
وَمِنْ دُعَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ».
وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَوّذُوا بِاللهِ مِنْ جَهْدِ البَلاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الأعداءِ».
وَمِنْ دُعَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا».
وَمِنْ ذَلِكَ مَا وَرَدَ عَنْ ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَقُولْ: «اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لا إِله إلا أَنْتَ أَنْ تُضِلِّنِي، أَنْتَ الْحَيّ الذي لا يَمُوت وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُون». واللهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
فصل: وَمِنْ دُعَائِهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ وَالقِلَّةِ وَالذِّلّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَُظْلِمَ وَأُظْلَمْ».
وَعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْس: مِنَ الْجُبْنِ، وَالبُخْلِ، وَسُوءِ العُمُرْ، وَفِتْنَةِ الصّدْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ». رواهُ أبو داودَ، والنَّسَائِي.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الِّشَقاقِ وَالنِّفَاقِ وَسُوءِ الأَخْلاقِ». رواهُ أبو دَاود.
وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتْ البِطَانَة». رَواهُ أبُو داودَ، والنِّسائي، وابن مَاجَةَ.
وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ البَرَصِ وَالْجُذَامِ وَالْجُنُونِ وَمِنَ سِيّءِ الأَسْقَامِ». رواهُ أبُو داودَ، والنِّسَائي.
وَعَنْ قُطْبَةَ بِنْ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولْ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكِرَاتِ الأَخْلاقِ وَالأَعْمَالِ وَالأَهْوَاءِ وَالأَدْوَاءِ». رواه الترمذي.
وَعَنْ شُتَيْرَ بْنَ شَكَل بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ عَلِّمْنِي تَعَوِيذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَشَرِّ بَصَرِي وَشَرِّ لِسَانِي وَشَرِّ قَلْبِي وَشَرِّ عَيْنِي». رواهُ أبو داودَ، والترمذي، والنِّسَائِي.
وَعَنْ أَبِى الْيَسَرِ أَنَّ رَسُولِ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَدْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وَمِنَ الْغَرَقِ، وَالْحَرَقِ، وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا». رواه أبو داود، والنسائي.
ومن دعائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي وَخَطئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، ومَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَمِنْ ذَلِكَ مَا عَلّمهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصّدِيقَ قَالَ له: «قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولِ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إلْظوا بِيَا ذَا الجلالِ والإكرامْ». أيْ: الزَمُوا هذِهِ وَألِحُّوا بِهَا وَدَاوِمُوا عَلَيْهَا.
وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَغْرَمِ وَالْمَأثَمِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النارِ وَفِتْنَةِ النَّارِ وَفَتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَالِ اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَاي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالبَرَدِ وَنَقِّ قَلْبِي كَمَا يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسْ وباعدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ عَبْدُ اللهِ بن يَزِيدِ الْخَطْمِي عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ كَانَ يَقُولُ في دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حَبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يَنْفَعْنِي حُبُّه عِنْدَكَ اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوةً لِي فِيمَا تُحِبّ، اللَّهُمَّ مَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا فِيمَا تُحِبُّ». رَوَاهُ التِّرْمِذِي.
إِلَهُ الوَرَى حَتْمٌ عَلَى النَّاسِ حَمْدُهُ ** لِمَا جَادَ مِنْ فَضْلٍ عَلَيْهِمْ بِلا مَنّ

آخر:
فلو كان يَسْتَغْنِي عَنْ الشُّكْرِ مَاجِدٌ ** لِعَزَّةِ نَفْسٍ أَوْ عُلوٍ مَكَانَ

لَمَا أَمَرَ الله العِبَادَ بِشُكْرِهِ ** فَقَالَ اشكرُوا لِي أَيُّهَا الثَّقَلان

وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كانَ مِنْ دُعَاءِ دَاودَ يَقُول: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ حُبُّكَ وَحُبِّ مَنْ يُحِبُّكَ والعَمَلُ الذي يُبَلِّغْنِي حُبُّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبُّكَ أَحَبَّ إِليَّ مِنْ نَفْسِي وَمَالِي وَأَهْلِي وَمِنْ الْمَاءِ البَارِدِ». الْحَديثْ رَوَاهُ التِّرْمِذِي. وَعَنْ أُمِّ مَعْبَدٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفَاقِ وَعَمِلِي مِن الرِّيَاءِ وَلِسَانِي مِنَ الكَذِبِ وَعَيْنِي مِن الْخِيَانَةِ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْينِ وَمَا تُخْفِي الصُّدورْ». رواه البَيْهَقِي في الدَّعَواتِ الكبير.
وَعَنْ عَبْدُ اللهِ بِنْ عُمْرو قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولْ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصِّحَةَ والْعِفِّةَ وَالأَمَانَةَ وَحُسْنَ الْخُلقْ والرِّضَى بَالقَدَرْ». رواهُ البيهقِي في الدَّعَواتِ الكبيرْ.
جاء عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «من قَالَ حينَ يُصبحُ ثلاثَ مراتٍ أَعُوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاثَ آياتٍ من آخرِ سورةِ الحشرِ وكَلَّ الله بهِ سَبْعِينَ ألفَ مَلَكٍ يُصَلُون عليه حتى يُمْسِي وَإِنْ مَاتَ فِي ذَلِكَ اليوم ماتَ شَهِيدًا، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي كَانَ بِتلكَ المنزلةِ». حَسَّنَةُ وغربَه الترمذي.
اللَّهُمَّ أعذْنَا بِمَعافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَبِرَضَاكَ مِنْ سَخْطِكَ واحْفَظ جَوارِحَنَا مِنْ مُخَالَفَة أمْرك وَاْغِفرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.